منتديات سرتا الأدبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سرتا الأدبية

اقرأ ففي البدء كانت الكلمة..و في النهاية تبقى الكلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صامد!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد حرا
زائر




صامد!!! Empty
مُساهمةموضوع: صامد!!!   صامد!!! Emptyالإثنين سبتمبر 03, 2007 10:34 pm

فى فيلا المريوطية وعلى سريره الهادئ شوهد من عقارب الزمن القادم نائما وسط هذا الكم الهائل من زخم الذكريات وآلام الماضى الحاضر.. هناك فى عقاره الذى اشتراه ودفن فيه الأحلام والطموح ومعهما تلك الحقيبة الإنسانية التى ملأت جيوبها ذكرياتٌ أليمة وتنهيداتٌ باكية لخصت عراك الفكر والوطن ... هناك حيث جذبه الواقع السوداوى النجس حتى فضَّه عن فكره وبراءته فبسط ذلك الواقع النجس تلابيبه على تلك العجينة الإنسانية الرخيصة حتى حولها من من فارس الشعب إلى فارس النظام ولو أنا بتنا فى زمن الكل فيه فارس على طريقته....... "عبادٌالسلطة فرسانُ وطنيون"!!!!!!!.. هم فقط الذين منحهم الله القدرة على رسم خارطة هذا الوطن! .هم فقط الذين اصطفاهم الله بتلك الموهبة السياسية!. هم فقط من يستطيعون قيادة دفة الوطن... أما باقى فئات الشعب المطحون فما عليها إلا أن ترسل تمتماتها كل صباح لتعانق سكون السماء!. ما عليهم إلا أن يفضوا بانفجارهم الصامت للمستقبل المجهول!!!.. استيقظ " فارس بك" فارسنا الفريسة فى يومه الغير عادى وكالعادة مضى ينتظر أن يطوى الزمن تلك الصفحة اليومية كسابقاتها مكرراً صفعة منه إليه!. استيقظ "فارس بك" متحولا من رجل الشعب إلى رجل النظام ومحولاً عبقه الفكرى الساذج على تلك المحطات الحكومية النظامية ليحقق طموحه السياسى.. صادق الخوف وهادنه حتى بات يصدرها... ثقافة الخوف!.. الخوف من أى شئ على أى شئ.. تسللت تلك الشعيرات النرجسية البيضاء حتى لونته بوشاح أبيض معلنةً انتهاء خيط الأمل فيه وبداية رحلته الحكومية النظامية.. استيقظ واستيقظت معه همهمات انسانية وعواطف مرتجلة خاضت حروبا عصيبة ليصل إلى ما وصل إليه.. رجل النظام بلا منافس.. تنامى على كتفه عجزه المتصابى القادر أمام الحقيقة العارية... كما تربت على كتفه بناياته الخربة حتى زوجته المسكينة منذ علمت نظاميته وحكويته لونت حياتها معه بوشاح أسود معلنة انتهاء دقات الحياة معه وبدايتها!!!.. عانقت ـعلى مضض ـ مرآتُه تقاسيم وجهه ...هى التى ملَّت فساده ونظامه خافت على نفسها أن يسلبها تلك المهارة الإنسانية الوحيدة التى تجيدها وتجيدها معها بنات جنسها.. خافت على نفسها أن يخرس بداخلها تلك اللغة الأنسانية التى تتقنها وهى أن تفضحه كل صباح أمام نفسه فمها ارتدى فهو أمامها عريان عريان.... صاح يسأل نفسه فى ومضة إنسانية" لم اختاره الشيب من بين كل هؤلاء النظاميين؟!". لم حرمه الله من نعمة الإنجاب؟!.. وقف "فارس بك" أمام نفسه ولأول مرة منذ ذلك الماضى البعيد يوجعه وخزُ ذلك الهاجس الإنسانى الموجع الذى يسمونه بالضمير .. كلمةً قرأها كثيرا لكنه نسى معناها . الصباح الفارسى بات مختلفا هذه المرة فالدقَّات الإنسانية تتزايد ويتزايد معها وقع الألم النفسى وصاح يسأل نفسه "ماذا فعلتُ بنفسى؟!". لم قذفتُ بها فى بحرهم الأسود ناسيا أو متناسيا أنه لا محالة قادم ... الموت ولقاء الله...؟! . هل يمكن لى أن أستقيل من شاطئهم الحكومى البعيد بعد كل هذا العمر؟!. هناك حيث لافتاتهم التى تبث أكاذيب "العبوروالمستقبل!". هناك حيث البلادة الوطنية فى أبهى صورها... هناك حيث لافتات اللا عودة!. لماذا تناسيتُ لافتات جدى المسكين وأمى البسيطة وشعبى المطحون؟!.. لافتات الصبر الموجع على الظلم والفساد..هنا حيث فروسية العدل والإيمان... هنا فقط تغلبت تلك الومضة الإنسانية على واقعه النجس . هنا فقط قرر فارس بك أن يقهر تلك اللغة الحكومية ليستبدلها بفروسية الشعب الحقة.. وهنا تلتحم اللحظات الباكية... تدخل زوجته عليه وعلى وجهها علامات غريبة من الفرح الخجول الذى لم يسكن ذلك الوجه يوما ما... أخبرته أنها حامل وثغور وجهها منهكةٌ من حزن الزمن محاولةً أن تتذكر لغة الضحك. لم يصدق ما سمعه ولم لا وهو الذى عود أذنه ألا تسمع إلا كل ما هو حكومى؟.. فمن الطبيعى أن ترفض أذنه سماع تلك الومضات الإنسانية الصادقة .. كررتها زوجته حتى تقبلت أخيراً أذنه بعدـ طول غيابـ الصدق الإنسانى... لم يدر ماذا يفعل.. لغة الضحك قد نسيها منذ زمن !. هلَّل وكَّبر وحمد وشكر وأطلق فرحته العالمية لتدوِّى فى تقاسيم عالمه الغريب!... هنا فقط واستكمالاً لفصول الرواية الأخيرة قرر أن يلوِّن"ولىَّ العهد" بالصمود.. قرر أن يسميه صامد ليكفَّر باسمه عمًا ارتكبه بحق الوطن .. بحق الحلم.. بحق الأمل... بحق الفروسية..بحق نفسه... قرر أن يغير واقعه غير مهتم بما سيفعل النظام وغير آبهٍ بما تمليه عليه ذبذباتُ الخوف من المجهول!.. أعلن بدء الحياة من نقطة الصفر الوطنى.. أدرك أنه لا مستحيل مع الصمود.. مع الألم النفسى... مع ذلك الطعام الشعبى الذى يسمون مجازاً باسم الضمير.. شعر ولأوَّل مرة أنه عاد منه إليه !.. هنا فقط عاد أخيراً من فارس إلى فارس!.....

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رياض بن يوسف
المدير العام



ذكر عدد الرسائل : 163
تاريخ التسجيل : 01/09/2007

صامد!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: صامد!!!   صامد!!! Emptyالثلاثاء سبتمبر 04, 2007 1:07 am

سرد رائع يحاكي الواقع بلغة فنية و يوظف بمهارة رمزية الانجاب..و يعلمنا أن للصمود دلالات عدة.
تحيتي أيها الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://cirta.ahlamontada.com
أحمد حرا
زائر




صامد!!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: صامد!!!   صامد!!! Emptyالثلاثاء سبتمبر 04, 2007 11:40 pm

أحمد حراز كتب:
فى فيلا المريوطية وعلى سريره الهادئ شوهد من عقارب الزمن القادم نائما وسط هذا الكم الهائل من زخم الذكريات وآلام الماضى الحاضر.. هناك فى عقاره الذى اشتراه ودفن فيه الأحلام والطموح ومعهما تلك الحقيبة الإنسانية التى ملأت جيوبها ذكرياتٌ أليمة وتنهيداتٌ باكية لخصت عراك الفكر والوطن ... هناك حيث جذبه الواقع السوداوى النجس حتى فضَّه عن فكره وبراءته فبسط ذلك الواقع النجس تلابيبه على تلك العجينة الإنسانية الرخيصة حتى حولها من من فارس الشعب إلى فارس النظام ولو أنا بتنا فى زمن الكل فيه فارس على طريقته....... "عبادٌالسلطة فرسانُ وطنيون"!!!!!!!.. هم فقط الذين منحهم الله القدرة على رسم خارطة هذا الوطن! .هم فقط الذين اصطفاهم الله بتلك الموهبة السياسية!. هم فقط من يستطيعون قيادة دفة الوطن... أما باقى فئات الشعب المطحون فما عليها إلا أن ترسل تمتماتها كل صباح لتعانق سكون السماء!. ما عليهم إلا أن يفضوا بانفجارهم الصامت للمستقبل المجهول!!!.. استيقظ " فارس بك" فارسنا الفريسة فى يومه الغير عادى وكالعادة مضى ينتظر أن يطوى الزمن تلك الصفحة اليومية كسابقاتها مكرراً صفعة منه إليه!. استيقظ "فارس بك" متحولا من رجل الشعب إلى رجل النظام ومحولاً عبقه الفكرى الساذج على تلك المحطات الحكومية النظامية ليحقق طموحه السياسى.. صادق الخوف وهادنه حتى بات يصدرها... ثقافة الخوف!.. الخوف من أى شئ على أى شئ.. تسللت تلك الشعيرات النرجسية البيضاء حتى لونته بوشاح أبيض معلنةً انتهاء خيط الأمل فيه وبداية رحلته الحكومية النظامية.. استيقظ واستيقظت معه همهمات انسانية وعواطف مرتجلة خاضت حروبا عصيبة ليصل إلى ما وصل إليه.. رجل النظام بلا منافس.. تنامى على كتفه عجزه المتصابى القادر أمام الحقيقة العارية... كما تربت على كتفه بناياته الخربة حتى زوجته المسكينة منذ علمت نظاميته وحكويته لونت حياتها معه بوشاح أسود معلنة انتهاء دقات الحياة معه وبدايتها!!!.. عانقت ـعلى مضض ـ مرآتُه تقاسيم وجهه ...هى التى ملَّت فساده ونظامه خافت على نفسها أن يسلبها تلك المهارة الإنسانية الوحيدة التى تجيدها وتجيدها معها بنات جنسها.. خافت على نفسها أن يخرس بداخلها تلك اللغة الأنسانية التى تتقنها وهى أن تفضحه كل صباح أمام نفسه فمها ارتدى فهو أمامها عريان عريان.... صاح يسأل نفسه فى ومضة إنسانية" لم اختاره الشيب من بين كل هؤلاء النظاميين؟!". لم حرمه الله من نعمة الإنجاب؟!.. وقف "فارس بك" أمام نفسه ولأول مرة منذ ذلك الماضى البعيد يوجعه وخزُ ذلك الهاجس الإنسانى الموجع الذى يسمونه بالضمير .. كلمةً قرأها كثيرا لكنه نسى معناها . الصباح الفارسى بات مختلفا هذه المرة فالدقَّات الإنسانية تتزايد ويتزايد معها وقع الألم النفسى وصاح يسأل نفسه "ماذا فعلتُ بنفسى؟!". لم قذفتُ بها فى بحرهم الأسود ناسيا أو متناسيا أنه لا محالة قادم ... الموت ولقاء الله...؟! . هل يمكن لى أن أستقيل من شاطئهم الحكومى البعيد بعد كل هذا العمر؟!. هناك حيث لافتاتهم التى تبث أكاذيب "العبوروالمستقبل!". هناك حيث البلادة الوطنية فى أبهى صورها... هناك حيث لافتات اللا عودة!. لماذا تناسيتُ لافتات جدى المسكين وأمى البسيطة وشعبى المطحون؟!.. لافتات الصبر الموجع على الظلم والفساد..هنا حيث فروسية العدل والإيمان... هنا فقط تغلبت تلك الومضة الإنسانية على واقعه النجس . هنا فقط قرر فارس بك أن يقهر تلك اللغة الحكومية ليستبدلها بفروسية الشعب الحقة.. وهنا تلتحم اللحظات الباكية... تدخل زوجته عليه وعلى وجهها علامات غريبة من الفرح الخجول الذى لم يسكن ذلك الوجه يوما ما... أخبرته أنها حامل وثغور وجهها منهكةٌ من حزن الزمن محاولةً أن تتذكر لغة الضحك. لم يصدق ما سمعه ولم لا وهو الذى عود أذنه ألا تسمع إلا كل ما هو حكومى؟.. فمن الطبيعى أن ترفض أذنه سماع تلك الومضات الإنسانية الصادقة .. كررتها زوجته حتى تقبلت أخيراً أذنه بعدـ طول غيابـ الصدق الإنسانى... لم يدر ماذا يفعل.. لغة الضحك قد نسيها منذ زمن !. هلَّل وكَّبر وحمد وشكر وأطلق فرحته العالمية لتدوِّى فى تقاسيم عالمه الغريب!... هنا فقط واستكمالاً لفصول الرواية الأخيرة قرر أن يلوِّن"ولىَّ العهد" بالصمود.. قرر أن يسميه صامد ليكفَّر باسمه عمًا ارتكبه بحق الوطن .. بحق الحلم.. بحق الأمل... بحق الفروسية..بحق نفسه... قرر أن يغير واقعه غير مهتم بما سيفعل النظام وغير آبهٍ بما تمليه عليه ذبذباتُ الخوف من المجهول!.. أعلن بدء الحياة من نقطة الصفر الوطنى.. أدرك أنه لا مستحيل مع الصمود.. مع الألم النفسى... مع ذلك الطعام الشعبى الذى يسمون مجازاً باسم الضمير.. شعر ولأوَّل مرة أنه عاد منه إليه !.. هنا فقط عاد أخيراً من فارس إلى فارس!.....
اخى الحبيب استاذ رياض ... اشكرك جزيل الشكر على حديثك...." صامد " بلا مبالغة اخذت منى ثلاثة شهور حتى تخرج فى ثوبها هذا..... المعانة لم تكن معاناة الكتابة...ولكن معاناة الشعور...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صامد!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سرتا الأدبية :: منتديات النثر :: منتدى القصة القصيرة-
انتقل الى: