منتديات سرتا الأدبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سرتا الأدبية

اقرأ ففي البدء كانت الكلمة..و في النهاية تبقى الكلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكاية جدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسين خلف موسى

حسين خلف موسى


ذكر عدد الرسائل : 17
تاريخ التسجيل : 18/09/2007

حكاية جدي Empty
مُساهمةموضوع: حكاية جدي   حكاية جدي Emptyالجمعة سبتمبر 21, 2007 5:34 pm

حكاية جدي
1ـــ
كان جدي يغمض عينيه ويركض في الحقل مسرعا حاملا زوادته على خصره وبيده اليمنى جاروف يسوي به الأرض,
والحقل واسع يقبع على منحدر جميل, باكرا عند مطلع كل فجر يحمل إبريق الشاي متجها إلى عرزاله
يشعل النار في الأسفل, ويغلي الشاي ببطيء ممل,
وفي بداية الربيع يشتري خاروفا صغير يطعمه بنهم كي يكبر, يتحسسه كل صباح على ظهره وعندما يأتي
العيد يذبحه نأكل نصفه والنصف الأخر يوزعه على الجيران.
2ـــ
كان جدي أيام شبابه زير نساء "كما يقال" يمسك بالدبكة على الرأس [ المقدمة ] تتحلق حوله النساء عازبات ومتزوجات
مثل عقد من اللؤلؤ, يغار منه شباب القرية, أما جدتي كانت لا تغار وبقي وإياها يتبادلان الحب حتى النهاية, وفي الليل
تختبئ بين ساعديه 0
3ـــ
أيام الصيف كان جدي يسهر على سطح بيتنا هو ومجموعة من رجال القرية يتسامرون ويتبادلون الحكايات والأحاديث
عن أحداث حدثت وأحداث لم تحدث ضحكاتهم وأصواتهم تملئ المكان.
5ـــ
كان جدي يتردد على المدينة أسبوعيا وكنت ألح عليه كل مرة الذهاب معه لكنه كان يرفض، أخيرا أخذني معه لم يمسك
بيدي تركني على راحتي مبهورا بزحمة المدينة تهت عنه قليلا, ركض خلفي كالطير ولما اشتد لهاثه ارتميت
على الأرض ابكي .
6ـــ
كان لجدي غرفته الخاصة وفي احدي الزوايا تجلس باسترخاء خزانة صغيرة زجاجها مكسور تحتوي بعض الكتب القديمة لصادق الرافعي ومصطفى لطفي المنفلوطي وجبران خليل جبران وعدد كبير من الكتب الدينية وفي الزاوية الأخرى دق مسمار طويل بالجدار علق عليه عشرات " السبحات " كان قد جمعها من أصدقائه القادمين من بيت الله الحرام وعلى رف مجاور المهباج والمحماسة الذين يصنع بهما قهوته, وخلف الباب مصمودة كالعروسة النرجيلة المزينة بالخرز والسلاسل الفضية . وفي منتصف الحائط صورة قديمة لوالد جدي الذي هاجر إلى الأرجنتين منذ فترة طويلة وانقطعت أخباره ولم تصله منه سوى عشر رسائل.
كان محظور علينا
الدخول إلى الغرفة خوفا من العبث بمحتوياتها لكني كنت ادخل خلسة بين الحين والحين اخذ كتابا اقرأ به وأعيده دون أن يحس بي احد قرأت العبرات والنظرات وتحت ظلال الزيزفون والمجنون و و .
7 ـــ ذات فجر صرخت جدتي بأعلى صوتها استيقظ جميع من في الدار
ركض الجميع إلى غرفتها كانت بداية النهاية لرجلا بمعنى الرجولة كان إذا غضب اهتز وإذا اهتز كاد يتصدع البيت, وإذا ضحكك الفرحة عمت الجميع
وعند الشروق اجتمع المحبين يعزون ويأخذون بالخاطر ،طلعت رائحة البخور
ونبت الحزن في الصدور وصارت الحسرات كبيرة كالأشجار.
وعندما انتهى العزاء دخلت غرفة جدي وجدت جميع الأشياء لفها الحزن.ومن ذلك اليوم أصابع يدي لا تكف عن الكتابة وكلما اتعب أتثاءب قصيدة ثم أنام.
_________________
حسين خلف موسى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكاية جدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سرتا الأدبية :: منتديات النثر :: منتدى القصة القصيرة-
انتقل الى: