منتديات سرتا الأدبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سرتا الأدبية

اقرأ ففي البدء كانت الكلمة..و في النهاية تبقى الكلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عبقرية الخفاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد حرا
زائر




عبقرية الخفاء Empty
مُساهمةموضوع: عبقرية الخفاء   عبقرية الخفاء Emptyالخميس سبتمبر 27, 2007 10:16 pm

إن تخاريف القلم بما تحمله من مهاترات انسانية قد تكون فى أساسها انعكاسا حقيقيا لشخصية صاحبها اذ أنها تخبرنا بماتنطوى عليه هذه الشخصية وتعلمنا كيف يمكن فك شفراتها ورموزها ؟. فلا يمكن باى حال من الاحوال ان نتجاهل عبقريتنا الداخلية والتى ينبغى أن نسميها عبقرية الخفاء. إذ أنها على القدر الذى تتسم فيه بحدة الذكاء على ا لقدر الذى تظهر فيه وكأنها تخاريف قلم أو مهاترات نفس لا تُسمن ولا تٌغنى من جوع. صراع الدين والدنيا داخل النفس البشرية هو من أبلغ الدلائل على تلك المعارك الداخلية الطاحنة . قد يؤكد كثير منا أن صراع الدين والدنيا بالأساس لا يكون إلا فى شخصية (لا أقول أنها تحمل عبق الفكر الدينى كلية) ولكن أقول أنها على الأقل تحمل فى طياتها ولو قليلا من الدين . تقتنع بحياة قادمة صحيح أنها لم تاتى بعد ولكن ثقته بوجودها هو الذى يفرض عليه تلك الفكرة الدينية البحتة . تتأجج المعارك النفسية الداخلية فى إطار الملامح العامة للشخصية الاسلامية بمعنى أنها لا تجرج عن كونها معارك داخلية ولكن قد يكزون لها عظيم الأثر فى تغير شخصية صاحبها بما تفرضه من مظاهر معينة تكسو ملا مح هذا الشخص.يشتبك الدين بتقاليده الحنيفية الاسلامية السمحة مع مباهج الدنيا بأضوائها ونجوميتها اللامعة حيث الشهرة والأضواء والمرايا العديدة التى نجمل أنفسنا أمامها محاولين خداع أنفسنا فقد نكون على يقين تام بدناستنا وفى نفس الوقت على نفس اليقين بطهرنا وبراءتنا . إن أصعب ما يخوضه الفرد منا هو ذلك الصراع الداخلى المتأجج بداخلنا فكل منا عليه أن يختار طريقا من ثلاثة: إما أن يلقى بنفسه فى بداية الطريق حيث الموازنات الداخلية بين الدين والدنيا إلى أن يقتنع بدوره الدينى فيعدل عن فكرة الاغترار بالدنيا مرورا بالمراحل المختلفة ووصولا إلى بحثه عن التوازن النفسى الذى يضمن له الراحة النفسية والذى يوفر له النصيب الدينى الدنيوى حيث يجعله هذا التوازن فردا عاملا فى مجتمعه لا ينذوى بعيداً عما يدور حوله وإما أن يلقى بنفسه على عتب الفكر الدينى حيث يتمرغ فى نعيم دينى يسمو بروحه وعقله وجل جسده وهنا لا يستطيع الفصل بين دوره كرجل دين وبين كونه كائنا اجتماعيا عليه التزامات تجاه مجتمعه وأمته وهنا يقع حائرا فى فخ العودة واللا عودة. فى النهاية يقرر أن يبتعد عن المجتمع رافضا كل العبارات العلمانية البحتة متمسكا بثوابته الدينية , وإما أن يشعر الفرد منا بصعوبة تنفيذ الأوامر الدينية إذ يجدها مرهقة لأفكاره ومتحكمة فى حريته وانفعالاته فأنى له أن يُغمض عينيه عن الفتاة التى تمر أمامه ( والأنوثة تنفجر منها انفجار) وتستحلفه ألا يكبت ويُخرس تلك المشاعر الغريزية؟؟؟؟؟؟ ,وأنى له أن يمنع نفسه عن مجالس الأنس والفرفشة حيث يحلو له الحديث عن فلان الذى يقضى يومه مع فلانة (مستغفلاًََ) الأهل والعادات والتقاليد التى يراها رجعية فى عالم الحرية الخرساء,وأنى له أن يمنع نفسه عن اختراق فلانة التى ترهق خياله الفكرى المراهق وتجعله يتصبب عرقا فى برد الشتاء القارس.أنى له ان يكبح جماح نفسه أمام كل هذه المغريات؟؟؟؟؟؟؟. أمام هذه الطرق اللولبية الثلاثة يقع الفرد فريسة افكاره ومعتقداته محاولا الوصول لحل صارم ونحن نقف مندهشين. فهذا الفرد الذى كان بالأمس يقضى ليله مع فلانة نراه اليوم يحاضر فى المساجد وينهمر الفكر الدينى من عينيه غازيا من حوله؟؟؟؟؟؟؟؟.فى النهاية لابد وأن نؤكد على عمق التجربة الدينية فىالشخصية الانسانية إذ أن الشخصية الإنسانية قد جُبِلت على احترام الدين واحترام قدسيته. فى النهاية ضع نفسك امام نفسك وسلها أى الطرق تختار؟؟؟؟؟؟؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عبقرية الخفاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سرتا الأدبية :: منتديات النثر :: منتدى المقال-
انتقل الى: