منتديات سرتا الأدبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سرتا الأدبية

اقرأ ففي البدء كانت الكلمة..و في النهاية تبقى الكلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أيمن جعفر و أسفار الجحيم- عن شبكة هجرالثقافية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رياض بن يوسف
المدير العام



ذكر عدد الرسائل : 163
تاريخ التسجيل : 01/09/2007

أيمن جعفر و أسفار الجحيم- عن شبكة هجرالثقافية Empty
مُساهمةموضوع: أيمن جعفر و أسفار الجحيم- عن شبكة هجرالثقافية   أيمن جعفر و أسفار الجحيم- عن شبكة هجرالثقافية Emptyالخميس سبتمبر 06, 2007 6:03 pm



" أيمن جعـفـر و" أسـْـفــَـارُ الجـَحِــيم " "




صدرتْ للقاصّ البحريني أيمن جعفر محمد يوسف باكورة أعماله الأدبية ، مجموعته القصصية الأولى بعنوان " أسـْـفــَـارُ الجـَحِــيم " عن المؤسسة العربية للدراسات و النشر ببيروت ، و ذلك ضمن سلسلة الإصدار الأول لمركز الشيخ إبراهيم للثقافة و البحوث في البحرين و المؤسسة العربية للدراسات و النشر .
المجموعة التي جاءت في 208 صفحات من القطع المتوسط ، ضمَّــتْ بين دفتيْـها خمسة عشر قصة وفق ترتيب زمنيّ ، بدءً بالأقدم فالأحدث ، لتتيح للقارئ فرصة اكتشاف المستوى التصاعدي للقاصّ ، حيث إنَّ القصص مكتوبة في الأعوام 2004 ، 2005 و 2006م ، و قد أشارَ المؤلف إلى أنَّــه ارتكب إعادة خمس قصص كان قد كتبها في العام 2003م ، و ذلــك في
" وشوشته " للقارئ .
القصص الخمسة عشر حملتْ عناوين (أحاسيس صحراويَّـة ، أهازيج القمر ، فوانيس شاحبة ، بين حيرتين .. غابات أسئلة ، عواصف خاسرة ، الشتاء يحترق وجدا ً، الضفة الأخرى من الوهـم ، شذا الأيَّــــــــــام ، حقائب الدهشــــــة ، مدائن الحنين ، مرافئ السـِّـحر ، ليلة البــُـهـْـر ، أسفار الجحيم ، أبجديّـة الوجــع و طوفان الضـِّـيـاء ) ، و تناولتْ مواضيع شتى بتقنيات سرديَّــة متنوعة ، و بلغة شعريَّــة تؤكــِّـد على نظرة القاصّ تجاه اللغة في القصة الحديثة ، و هـو ما جعل من الدكتور منذر عياشي الناقد و المترجم المعروف يتساءل لدى تقـديمه للمجموعة عن البعد الفاصل بين القصة عند القاصّ و القصيدة الحديثة .
قدَّمَ للمجموعة د. منذر عياشي تحت عنوان " قراءة ٌ في خــَـبْءِ المكتوب و حساسيّـة السّـطور " و تناول بشكل موجز بعض القصص ، و التي يؤكــِّـد فيها على بعض سمات السمت الذي اتبعه القاص لنفسه ، و ملتقطا ً بعض جماليات القصّ عند صاحب " أسفار الجحيم " . و نقتطف من هذا التقديم ما قاله الدكتور منذر عياشي لدى توقفه عند قصة " فوانيس شاحبة " حيث يقول : " القصة الثالثة هي بعنوان " فوانيس شاحبة " . لو تركتُ موضوعها و مضمونها ، و مصير بطلها الذي تتغيّـر أقداره ، فماذا يبقى من هذه القصة ؟ هل يبقى شيءٌ منها ؟
ليس ســؤالا ً إعجازيــا ً و لا تعجيزيّـا ً . فأنـــا بالـفـعــل ، مـتــأثــر بـفكرة القصة ، و لكني أكثر تـــأثــرا ً بالفن الذي جعــل من هـــذه الفكرة قصة . و إذا كان صحيحا ً أن مصائر الناس تعنيني و تعني كل إنسان ، فإنه لا مجال أمـــام الفن و في رحابـــه أن نخوض غمـــار مزاودات شعاريــة على غرار ما يفعل بعض " المتحزبين " هنا و هناك ، و أنــــا في الـواقـع أسـمـيهم
" المتخربين " .
القصة هنا حديث عن موقف . فهل هي قصة إيديولوجيا النضال ، نضــــال المظلوم ضد الظالم ؟
ربما تكون كذلك . و لكن أعود إلى سؤالي المركزي . إذا تركت هذا الموضوع و ابتعدت عن هذا المضمون ، هل يبقى شيء في القصة ؟
إن الفن الحقيقي حيز يستطيع القـــــارئ أن يـقـف فيه على مُـتـَـع ٍ ألوانهــــا مختلفات . و من تلك المتع ، أو على رأس تلك المتع تقف اللغة و جمالياتها .
صحيح ، إنه ليس مطلوبا ً في كاتب القصة أن يكون بلاغيا ً ، و لكنـــه إذا كان أنيق العبـــارة أولا ً ، و عرف كيف يجدل العلاقـــــة بين عبــاراتــه الأنـيـقـــة و المضامين التي تحملهــا تعبيـرا ً عن موضوعــه ، فتلك غاية لا يبلغها إلاّ من علا كعبه و نهضت قامته في الفن الذي يمارســــه . و لقد نستطيع أن ندلّ على ذلك ببعض العبارات الأنيقة المبثوثة هنا و هناك ، و التي تشكل هي وحدهـــــا متعة القصة إذا تساءلنا ماذا يبقى إذا وضعنا مضمون القصـــة و موضوعـهـــا جانبا ً .
و من هذه العبارات ما يلي :
" ها أنت ذا تتسوَّل حلا ً ناجعــــا ً " ، و " وجهك الملوّث حزنــا ً " ، " مــا فتئ أرقـــا ً " ، " قد أصبحـت قبلـــة ً للأوجـــــاع التي تأتيــــك مـن كل جرح ٍ عميق " ، " ينتحر صوتك " ، " الحــرائــق تستـعـــر فيــك " ، " فهـــل أضحى قدرك سامريــا ً ، أن تـقـول لا مســاس " ، " تستحيل الدنيا كلهـــا في نظرك إلى مخبــــأ أسلحــة " ، " حزنك الأنيق يرفض تلويث ثيــابــه الأنيقــة في وحــل الصـــراخ " ، " الذكريــــات عنكبوت تلفك " ، " يرنو إليك العنوان ، تشيح بوجهك عنه ، لكن بعدما فتح فيك شوارع ذكريـــات أليمـة لن توقفها إشارات ضــوئيــــة " ، " تصهــل فيـــك خيــول العـمـر " ، " تــدوس على أيـــامـــك اليـابـســة " ، " كنت حقلا ً غريبا ً في ظلمة دامســة ، و الآن حقل فرح ٍ يورق جذلا ً " .
إنّ هذا الرصيد من العــبــارات الأنيقة ، على اختلاف نسيجهــــا الأسلوبي و الاستعـــاري و المجــــازي ، لتعطي المكتوب نكهة الخصوصيّـة . و القارئ لشدة مـــــا يلتذ بافـتـراع المكـتـوب قــراءة ً ، يـحسبُ أنّ هــذا النص مــا كتب إلاّ له . و من هنا ، فإنّ لغة ً كهـذه لتـجـعـل النصّ بكرا ًمع كل قراءة ، و مولودا ً جديدا ً مع كل قارئ . "
و في ختام تقديمه يراهـنُ د. منذر عياشي على القاصّ عند قوله :
" في الخاتمة
لم يعد في هذه المقدمــــــة المجــال مفتوحا ً للمزيد ، و لكننا نراهن أن أيمن جعفر محمد يوسف قد سلك في كتابة القصة القصيرة طريقــــا ً تظهر فيه براعتـه ، و فرادتــه ، و تميزه ، كما نراهن أن هذا الكاتب ما عــــاد بإمكانه أن يتوقف ، و هذا بالطبع رهان يقوم في عالم الغيب ، و لكن الكتابـــــة التي سجلتها القصص هنا تكشف نوعيا ً عن امتزاج الكـــائن الشخصي للكاتب بالكائن النصي للقصة . و إن مثـل هـــــــذا الامتزاج ليشبه الزواج الأبدي الذي لا ينفك منه إلاّ بالموت . و من هــنا فإننا نطلّ بنظرنا على المستقبل حيث نرى الكاتب أيمن و قد رفد المكتبة العربية بنفائس قصصية قيّـمة ، تجعل منه علامة بارزة في عالم السرد . "
جديرٌ بالذكر القول إنَّ القاصّ افتتح قصصه بعبارة " هَــذِهِ أسـْـفــَـارُنـَـــا فــَاقـرَأوْهــَــــا مُكـْـتــَشِفِـــيْـنْ " دعوة ً منه إلى قراءة أكثر عمـقا ً ، بما ينطوي عليه الاكتشاف من متعة و عمق في الفعل القرائيّ .
تصدير القاصّ لعنوان قصة " أسفار الجحيم " يحمل دلالات كثيرة ، و مشكلات ستستوقف القارئ و الناقد بداية ً بالعنوان ، و منذ أول كلمة فيه " أسفار " ، مرورا ً بالتقنية ، و ليس انتهاءً عند الموضوع و الرؤية و اللغة . و هـذا التصدير أو عنونة المجموعة بعنوان هـذه القصة يحمل في ثناياه الكثير من الأمور الفنيّـة و الموضوعية و النقدية .
و إذا عدنا إلى القصة فإننا نجد القاصّ قد صدّرها بقوله : " نَحـْنُ الذِيْـنَ أَحَلـْنـَا تـَاريْخــَنـَا مِنْ أسـْفــَارِ نَعِيـْم ٍ إلَى أسْـفــَارِ جَحِيــْم ٍ مَا فــَتِـئـْنــَا فِيْ ُأوَارِهَا نـَحْتـَرِقُ !!".
الناشر اختار المقطع الآتي من قصة " ليلة البُهر " : " تابعتُ تقدمي ، أبتعد عن مكامن الخطر إلى الأماكن الأقل خطرا ً ، الحجـــــارة تتساقط ، يسقط قلبي في بركان الخوف ، أقشعرُ هلعا ً ، أمدّ يدي إلى الأعلى لأتشبث بشيء ما ، تصطدم بشيء حاد ، تنزف يدي اليسرى ، و تجف رغبتي في الوصول ، أنزلق . عقب تمسكي بغصن قوي توقفت عن الانزلاق . نظرتُ إلى يدي في ضوء القمر فوجدتُ بحر الجرح من بين اصبعي السبابة و الوسطى مرورا ً بما يسمى خط الحياة في كفي . لا أعلم السبب ، غير أن الألم يتناسل . فكرة التراجع تعاودني ، نظرتُ إلى الأسفل . قطعتُ مسافة ً كثيرة ، على أنَّ باقة من العيون تومضُ . أشحتُ عنها ، و تنـهدتُ زافرا ً : " الصعود صعب .. جدّ صعب " !!
قلتُ هذا مع أني شخصيا ً أدرك ألاَّ شيء صعب . هل أخبركم لماذا ؟ ".

و من أجواء المجموعة نقرأ من قصة " طوفان الضياء " : " مِنْ حقــِّكَ الآن التحـليقُ في مجرَّاتِ الفرح ، إقامة ُ عَرْش ٍ سماويٍّ مرصَّـع ٍ بالغيماتِ المتقنةِ صفاءَ الحليبِ ..من حقكَ تلوينُ لوحة ِ القلبِ بألـوان البهجة ِ المائيَّـة ِ ، الغرقُ الآمنُ في فتنةِ الوقتِ ، كيف لا و هاهي أيامُ حزنكَ تذوبُ سُكــَّرَا ً في كوبِ ذكرياتكَ ، و تتجمَّدُ أوقاتُ معاناتكَ في ثلاّجةِ ذاكرتكَ ؟؟!!
كيف لا ، و أخيرا ً أخيرا ً ، سَتـُفـتـَحُ ستارةُ حاضركَ ؛ مستقبلة ً قوافـلَ الضِّـيَاء ، طاردة ً عبر ما حدثَ اليومَ ، كائناتِ الهواجس المزعجة ، و روائحَ الأسى المقرفة ، المحترفة تشويه روحكَ ببخور الألم الرديء ؟؟!!
مُـذ سمعتَ الخبرَ ، و أمطارُ السُّـكــَّرِ تهطلُ فيكَ ، البنفسجُ يورقُ في عينيْـكَ ، أحاسيسكَ ترتدي ينابيعَ الياسمين ، بكعبةِ الفخرِ تطوفُ ، حافية ً من الندم ِ .
أوَّاهُ .. أحقا ً سيتحققُ ما نزفتَ لأجلهِ انتظارا ً ؟ ليُشـْنـَقَ ما جعلَ أحلامكَ مؤجـَّـلة ً أو كما دَعَوْتـَها " ميتة ً حتى إشعار ٍ آخر " ؟ ليُدحرَ ما تسبَّـبَ في دخول ابتسامتكَ غرفة العمليـَّّـاتِ المركزة ؟ " .

عن شبكة هجر الثقافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://cirta.ahlamontada.com
 
أيمن جعفر و أسفار الجحيم- عن شبكة هجرالثقافية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سرتا الأدبية :: المنتديات العامة :: منتدى أخبار الأدب و الأدباء-
انتقل الى: