أوثان الوهم !

السلام عليكم إخوتي الكرام ..
هذه أول قصيدة شعر حر أكتبها .

كثيرا ما يصوغ الوهم فكري
دون أن أدري
وأسخط حينما أدرك كُنْهَ الواقع المرِّ
وأشعر بالأسى طفلا
يمزق دمعُه صبري
ويغفو التيه في عيني
وتخبو النار في صدري
***
إذا ما سلّ سيفَ الوعي
- من أجلي َ- إنسان ٌ
ليقتل وهميَ المجنون ْ
غضبتُ ...
لمزتـُـه بالغل والحسد ِ
فإن ألفيت نفسي صدّقت قوله ْ
ومزقـَتِ الحجاب / الوهم ْ
أخادعها :
( سأصلح حالي المنكود بعد غدِ )
ويأتي الغد بعد الغد ْ
ويمضي عمريَ المأفون ْ
وكل عزائمي الكبرى ...
مجرد وهم ْ .

***
لماذا نعشق الوهما ؟
لماذا ندفن العمر لنحيا كذبة يوما ؟
***
لمحت بعينها وداً ...
ظننت بأنها جُـنَّـت من الحبِّ
و طارت بي جدائلها ..
إلى بيت من السـُـحْب ِ
ستائره ظلال الشمسْ
وبالأعتاب ترقد ألف زنبقة ٍ
يرنحها حديث الصبّ للصبِّ
.. .. .. .. .. .. .. ..
وبعد دقائقٍ عشر ٍ ...
رأيت كأن عينيها ..
مقابر دونما حس ٍّ
فقلت :
أخافت العذال ؟!!!!

****
طموحي محض أكذوبة
وشعري كاذب أيضاً ..
وليسا غير جريال ٍٍ ..
أعاقرها ..
فتنسيني عناء السير ْ

*******

أحس بأنني أجري
وراء سراب أوهام ٍ
أراقتها على خلدي كفوف الشعرْ
فمن بلد إلى بلد ٍ
أسافرُ ..
حزنَ أغنية ..
وتغريباتِ مكلومٍ ..
وعقلاً حائراً كالقلب ..
إذ يغزوه عشقان ِ
أحاول أن أرى بين الجموع ..
صميم إنسان ِ
أحاول حل معضلة
تؤرقني وتضنيني
فكم سهرت لها عيني
وكم ركضت تلاحقها
خيول الفكر في ذهني
أيا رحماك يا همي
ترفق بي
فمازال الشباب الحلو يضويني
ومازال الغنى والعز يكسوني
وما زالت تغازلني
فتون الخُـرّد العينِ
فما لي والغد الأسود
وما لي و احترار الكون ..
و المدن الرمادية ؟!

*****
مللت البعد عن أرضي
وعن أحضان أحبابي
مللت الريح تحملني
بطول الأرضِ ..
من عطش إلى آل ِ
مللت الأعين الخرساء ْ
مللت برودها ...
ومللت موضوعية الـبَـشـَـرِ
مللت الغرب يفعمني
بأوهامي الحضارية !!

****

لسوف أعود - يوما ما - إلى بلدي
إلى حيث الهوى الصخـّـاب ُ ..
والإيمان ْ
أعود إلى ذرا وطني
أعود إلى العيون السودْ
إلى تحنانها الأسمرْ
أعود لدلها العربيّ ..
إذ يهوى ولا يظهر
أعود لظبية الصحراء ْ
إلى صد بعينيها يراودني
ويصرخ بي : " تعال هنا "
إلى ألغاز ضحكتها
إلى كبرٍ ..
إلى طهرٍ ..
يجللها ويفتنني
إلى القيصوم والدحنون والعنبر
أعود إلى الجنان / البيد
إلى أرض جناها المجد والتوحيد
أمرغ في الثرى وجهي ..
ويغمرني حنان الله ْ
وأَحْـطِـم ما بناه الوهم في الإدراك من أوثان


هنالك منبع الدنيا
هناك سيـُـصنع التاريخ ثانية ً ..
وسوف تعود أنفاس النبوة حية فينا
فما زلنا - برغم الواقع المشؤوم –
طوق نجاة دنيانا
ووعد الخير للإنسان .