منتديات سرتا الأدبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سرتا الأدبية

اقرأ ففي البدء كانت الكلمة..و في النهاية تبقى الكلمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشكل والمصطلح في أقصوصة حين يفقدالبحر زرقته*

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohamed
زائر




الشكل والمصطلح في أقصوصة حين يفقدالبحر زرقته* Empty
مُساهمةموضوع: الشكل والمصطلح في أقصوصة حين يفقدالبحر زرقته*   الشكل والمصطلح في أقصوصة حين يفقدالبحر زرقته* Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2007 4:11 pm

إن المتلقي لهذه القصة القصيرة ، يقف أمام خليط من التساؤلات: ما هو المنهج الذي اتبعه السيد احمامة؟. ما هي تكنيكية الكتابة عنده؟. كيف هو الجنين الروائي أو القصصي عنده؟. ومن ناحية المصطلح ودلالته، فما أبدعه السيد احمامة، أهو قصة قصيرة أم أقصوصة؟.
ما هو الفضاء الزماني والمكاني الذي تسير فيه مجريات هذه القصة؟. وكم هي القطعات الموجودة في هذا العمل الإبداعي؟.
لقد بدأت الأقصوصة بفعل( رن)ن وبذلك نرى أن التسلسل الحكائي أو السردي ذو بعد زماني ماضوي( زمن الماضي). واسترجاعه يتطلب عمقا ووعيا متركزين. هذا البعد الزماني له ملفوظ سردي مزدوج: منفصل ومتصل، حيث يتغير الفاعل من جملة إلى أخرى.
هذه الملفوظات موصولة برابط يخلق فيها نوعا من الوصل، ونوعا من الترابطية، ونوعا من تسلسل الأحداث في قالب زماني واحد.
وعمل الأستاذ احمامة يشتمل على مكان داخلي، ومكان خارجي. كذلك يشتمل على فضاء زماني حال، وفضاء زماني منصرم، ماض. فهناك تصوير افصل الشتاء، وما يصاحبه من مطر وبرودة. وهناك تصوير للصيف والشاطئ. زيادة على أن هناك فضاء مكانيا داخليا، فضاء مكانيا خارجيا. فهناك الدار وبهوها. وهناك الشاطئ والمطار، والخمارة، وقاعة الانتظار، والعيادة.
كما أن هناك فضاء خياليا ، وهو نوع من حلم اليقظة. وهناك فضاء واقعي يتمثل في رسالة ابن عمه.
إن مضمون القصة لا يخرج عن كونه حدثا بسيطا، تتشابك فيه عدة صور ولوحات، كانت واقعا فأصبحت ماضيا يذكر. الحدث هو عبارة عن وصول رسالة إلى الكاتب. رسالة ذات بعدين في نفس الكاتب: إحياء للماضي المندثر، وإزالة الخوف من هذا الماضين مع إحياء أمل يا ما عاش له وعليه الكاتب، وهو استمرارية العلاقة. أي الماضي في الحاضر. فأول ما يتذكره عند تسلمه الرسالة هو : آخر يوم كان بينه وبين معشوقته، وهو يوم وداعها بالمطار. هذا الأمل وهو اللقاء بالحبيب ولو كتابة، هو الذي تولد لدى إمساكه المظروف..
ولكن من بين هذا الحلم وهذه الأماني، يقفز الواقع الذي هو الحاضر،وهو عزم ابن عمه المجيء. إن البطل هنا في خضم أحداث هذه الأقصوصة، والكاتب نفسه. وبذلك تتعالى الأنا في مضامين النص، حيث تتمثله( ت) التاء الضمير المتصل الخاص بالمتكلم المفرد.
والعنوان الذي قدم به الكاتب عمله، من حيث دلالته كمصطلح، نرى بأنه مغال فيه بعض الشيء. فالأقصوصة ليست قصة قصيرة، وليست القصة القصيرة أقصوصة. وليس حجم هذه الأخيرة هو الميزة التي تميز طبيعتها. فالقصة تعالج فترة من الحياة بكل ملابساتها، وجزئياتها واستطراداتها، وتشابكها. تصور شخصية واحدة أو عدة شخصيات في محيط واسع في الحياة.
أما الأقصوصة فتدور على محور واحد في خط سير واحد، ولا تشمل من حياة أشخاصها إلا فترة محدودة أو حادثة خاصة، أو حالة شعورية معينة. ولا تقبل التشعب والاستطراد إلى ملابسات كل حادث وظروف كل شخصية.
والسؤال المطروح: هل أقصوصة لحسن احمامة لها بداية ونهاية؟.
إن الأقصوصة لا بداية لها ولا نهاية. وهذه من شروط الأقصوصة. لأنها تصف لنا حالة نفسية اعترت الكاتب في اللحظة التي توصل فيها بالرسالة. فصورها مؤثرة موحية. وعندما انتهت هذه الصورة
انتهت الأقصوصة. ولكن العيب فيها هو عدم توفرها على الإيحاء والتصوير. نعم نحن لا ننكر أنها تتوفر على تصوير ورمز، ولكن ليس تصويرا قويا. كما أن طريقة الأداء ليست بالقوة الكافية، الشيء الذي أفقدها عنصر الإيحاء. زيادة على ذلك فتعبيرها اللفظي- لا أقول خال- ولكن شبه خال من الصور والظلال والإيقاع. فلا ضير إذا شبهناها بالشعر. ولكن تخلو من أهم مقومات القصيدة، وهو الإيقاع. ففرصة الإيحاء محدودة، والحركة الموجودة في هذه الأقصوصة حركة بطيئة باردة. حتى عباراتها باردة. فليس هناك سرعة ولا إشعاع في اللفظ. لماذا؟. لأنه ينقصها الافتعال في السياق والعبارة.
إن عمل الأستاذ احمامة لا يخلو من واقعية مرفوضة، لأن حدودها التعبيرية ضيقة، لم تحتو التجربة الإنسانية الخاصة بالكاتب ككل.
ولكن ما يشكر عليه ، هو تجاوزه للتسلسل الرتيب فيما يخص عنصر الزمن. إذ نرى في عمله لقطات متقطعة وومضات خاطفة وزعها على حسب إمكاناته التعبيرية. إن الأستاذ احمامة يعرض واقعه في شكل لقطة. وهذا شيء محمود في فن الأقصوصة. فهو يحدثنا عن الرسالة، وجلوسه على الدرج وتقليبه للظرف. ثم يعود بنا على شكل ما يسمى ب( الفلاش باك) ليحدثنا عن يوم وداع الحبيبة بالمطار، وعن الحوار الذي دار بينهما. ثم في هذا العكس المباشر الفوتوغرافي يعود بنا إلى الماضي حيث كانا في الشاطئ، ثم يعود ثالثة إلى الحدث الأول الذي هو محتوى الرسالة، ليعود بنا رابعة إلى الوراء إلى التقطيع، والأساليب السينمائية.
وصاحبنا يعرف هذا الواقع حق المعرفة. الشيء الذي مكنه من الإبداع، ولو بقدر معين من البساطة. هذه المعرفة ربطته بالوظيفة الاجتماعية لعمله الإبداعي. فهو يكتب لمجرد الكتابة، وليس بدافع الرغبة في التنفيس عن أوضاعه النفسية والخارجية التي ربما مزرية. ولهذا انعدم في إبداعه التعبير عن الواقع الاجتماعي، وبالتالي انعدمت الوظيفة الاجتماعية من عمله. نعم نحن لا ننكر أن العمل فيه تلمسات للواقع، مثل: صورة المعاناة، والأمل الضائع، والانغماس بوعي في الخمر ، والسيجارة، والدعارة رغم مضارها. ومحاولة خلق نوع من التحدي والانسجام معها. زيادة على موضوع الهجرة إلى الخارج. ولكنها تلمسات ليست واضحة بما فيه الكفاية.
كما أن النص لا يخلو من تعابير سوقية ماجنة، ساقطة، يعتبرها الكاتب جزءا من الواقع، مثل: ( ما أزال ثملا- قبلتني- أقبلها- سكران مترنح- غمزتها- نهداها كاعبان- ابن العاهرة- المضاجعة...). وربما يكون سبب هذا تأثير المقروء عليه خاصة لأعمال ألبرتو مورافيا وهنري ميللر، وتينيسي وليامز الذين يجسدون استعالة العلاقات الإنسانية السليمة بسبب الاحتياجات البيولوجية الملحة، وأنانية الإنسان الناتجة عن مجتمع العزلة أو تأثر بكتابات محمد شكري، والطاهر بن جلون.
كما أن الأقصوصة لا تخلو من رمز خاصة في المقطع التالي: << تصوري- قلت- لو كنا حشرات مثله، وتكون لنا عدة أرجل بدل اثنين، وقشرة سوداء، سوداء جدا، وليس هذا الجلد النتن>>. والسؤال المطروح: هل استوعب هذا العمل كل ما أراد الكاتب قوله؟. أم انه تحين اللحظات الموحية دون الاهتمام بالتفاصيل الإضافية؟..//..
- * نشرت بالسياسة الكويتية- إصدار المغرب- العدد 209
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشكل والمصطلح في أقصوصة حين يفقدالبحر زرقته*
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سرتا الأدبية :: المنتديات المتخصصة :: منتدى النقد الأدبي-
انتقل الى: