لا تفزعي يا تبقال
فما أنا إلا آدمي شقي
ظللني واديك مساء
ونفثت في عيني السحر الذي بقي
ومدني بنشيد
مثلت ألحانه أذناي في الغسق
جئتني بالأحلام والذكرى
وحديث العيون..وأحزان الشفق
فتأملي يا أرض مخزون مناي
واستشفي أناتي وهمس ألقي
أيها التائه...تعال
يطويك ليلي بصمت عميق عبق
آه...ما أروع هجعة الليل في عينيك
وسرايا الطير تتحرك سراعا
تلهو بلثم الورد والطلل الخفق
فلا تفزعي يا تبقال..
قد مد في مسائي طير الليل جناحا
وملأكؤوس بدائعي بريقي الشيق
واجتاز غمامي الذي أودعته مفرقي
وجنح في دبيب حياتي الضيق
فصغتك يا أرض في أحلام شاعر
ودلقتك في ريقي الريق
وأطبقت شفتاي لبني جلدتي
سال العذاب نحوها رقراقا
ودب نحوها البلاء من مورد دفق
فكيف لي النوم يا أرض؟.ومشتهاي حفنة رماد
وخواطر جرحى
وغيب من سرائري...تشمته أطياف الفلق
ونداء يهب من ضفافي
شاخص أمام أسري
حين النار نالت من همسي الصفق
فلا تفزعي يا أرض
فيأسي غربة على ثراك
تنساب ورفرف الشمس تستهدي حيامه غضيض الفلق
قد كنت أدور وصوت الغيب ضاحكا
يجشم المنافي في
ويذوب الإهاب في أرقي
فلا تفزعي يا تبقال ...
فما أنا إلى آدمي شقي..//..