النقطة
محور الإشراقة
بقلم
حسين أحمد سليم
آل الحاج يونس
السر الهندسي , مودع في النقطة ... تتحرك النقطة , بحكم الطاقة الذاتية , فيتكون في الامتداد , شكل الخط , وتتولد من رحم عناصر الخط , كل الأشكال , في معالمها الهندسية , الظاهرة والخفية . فتغدو النقطة , نواة الابتكار الفني , ورمز الخلق والإبداع , وسر التكوين الشامل , والكنه الهندسي المغمور , في البداية , وفي النهاية ...
تتمحور في النقطة , معالم الحركة الدورية , وتتجسد بها , عودة الأصل الهندسي , إلى الذات الأحادية ... فإذا هي نواة الكون , النقطة النورانية , التي تشكل المحور الأساسي , للحركة الرخوية , لوتر الهندسة الإبداعية , في البعد الكوني , وإذا هي , عناصر الوتر الفلكي , في قطر التكوين اللانهائي الممتد ...
في قلب النقطة , نقطة كل الأشياء , حيث تشرق الأنوار القدسية , من الفلك العقلي , لتدثر بهالتها الوامضة , فلك النفس الكلية , في كنه النظام الكونية , والذي قوام كينونته , أولا وآخر , ماضيا , حاضرا ومستقبلا , ظاهرا وباطنا , أمدا , أبدا , أزلا ... " الله نور السماوات والأرض " .
النقطة , هي البدء , في كينونة الأشياء , وهي البدء في صيرورة الموجودات... النقطة هي , في الإشراقة الأولى للنور , منها تشع في كل الاتجاهات , كل المعالم المنظورة , في رحلتها الوجودية ...
تعددية النقطة , في تتابع منتظم , يرتسم شكل الخط مستقيما أفقيا , أو عموديا , أو مائلا , ذات اليمين , أو ذات اليسار , أو متعددا في انكساراته واتجاهاته , أو منعطفا بانتظام على محور ما , بنسبة ميل دائري ما أو خلافه ... لتتكون من حركته الكروية , ما يرمز إلى الشكل الكوني , الممتد , المتسع , اللامتناهي ... مركز النقطة .
النقطة , رمز السر الأعظم في كنه الوجود , أصل الحياة , في محور ذلت قطبين , دلالة على الاستمرار ... شاء الله تعالى أن يعمر الدنيا , فكان أمره للشيء , كن , فكان ... فإذا البداية , آدم وحواء , وتنبض الأشياء , كل الأشياء , بالسر الأغظم المقدس , من إشراقة الأصل ... النقطة النورانية .
وتعو النقطة , تتجلى في الإشراقة النورانية مجددا , فيهيم العقل البشري في تجلياتها , وتصفو النفس الإنسانية في أنوارها القدسية ...فإذا الإنسان , يمارس شفافية السمو , في حركة الفعل الحياتي , ويعمر قلبه الصغير , بكنه الإيمان الكبير , ويضيء صدره بالنور الحق ... فيتمكن من مشاهدة , مرآة ذاته , انطلاقا من نقطة الإشراق المقدسة , التي تتولد منها حزم الضوء الفضي ... تنتشر في كل اتجاه , فيقرأ الإنسان تحسسا , ما ترتعش له الحواس والجوارح , وتخر له الأجسام , كل الأجسام المخلوقة , جمادا وحركة وأثيرا ... ساجدة , خاشعة , مغشيا عليها , من خشية الله تعالى .
من النواة , أصل كل الأشياء , تنفلق معالم الحركة , لتتولد الحياة , وتستمر كل المظاهر ... تندرج من الأسفل إلى الأعلى , حتى بلوغ سدرة المعرفة ... وآخرون يتدرجون , بحكم سر النقطة النورانية , من الأعلى إلى الأسفل فالأدنى , حتى بلوغ أبسط المستويات العقلية ... ليخاطبوا الناس على قدر عقولهم , ومساعدة العالم الترابي على فعل الارتقاء والسمو ... وممارسة حركة الصفاء المطلق , فيقرؤون معالم الصفاء الذاتي , سر الأصل في الذات , ويتلمسون كنه النواة الإلهية , ويستجلون أسرار النقطة الإشرافية في كينونة الوجود الكوني ... من خلال تحسسهم , علوم ما فوق الحواس , وإدراك تسلسل الخلق والإبداع الروحي , والتكوين المادي ... الذي أراده القادر , من اللاشيء , فكانت النقطة الإلهية , من نواة خلق الكون , حتى نهايات حدوده في النواة ... فتتجلى عظمة الله في عظمة الخلق , وتتراءى وحدة الله في وحدة نواة الخلق ... النواة الإلهية ... نقطة الإشراق السرمدية ... " الله نور السماوات والأرض " .