رحلَ الصيفُ حثيثاً فامّحى
مِن أديمِ الأرضِ آثارُ المصيفِ
رَسمَتْ بالوادِ لمّا أقبلتْ
شَجنَ الأشتاتِ أنسامُ الخريفِ
هوَ ذاكَ الأفْقُ أضحى مُربِداً
قاتماً بالغيمِ مُزجىً بالصفوفِ
وعويلُ الريحِ في قلبِ الغضا
يملأ الرَّبعَ بآهاتِ الحفيفِ
جئتِ يا سلمى فقومي وانظري
ظِلَّ عامٍ زاهقٍ بين السقوفِ
بعثرَ الذكرى على أهدابهِ
في جنونٍ حينما سارَ مخيفِ
.. أترى يعزفُ أهوالَ الشتا
أم ترى يطربُ للبينِ المُنيفِ
ما ترى يَنشده ذاكَ الذي
بَثَّ في النفسِ تباشيرَ الخسوفِ
و أدبَّ الدفء في ذكرى الخريفِ
خريف 2000