الأسلوب كلمة تطلق أصلا على السمة الشخصية لخط اليد. ثم استخدمت فيما بعد للدلالة على النوعية الخاصة لرسم خطوط الكلمات المكتوبة. ومنها انتقلت إلى النوعية الخاصة بالتعبير اللغوي لما هو مكتوب.
وعندما بدا تدوين الريتوريكا( البلاغة)، ارتبط بها ارتباطا وثيقا. وساعدها في تصنيف القواعد المعيارية وفي فهم النص القرآني، الشيء الذي دفع بالبلاغيين إلى قرن الأساليب بالتقسيم الثلاثي المشهور وسموه بدائرة فرجيل في الأسلوب و هي:
- قصائد ريفيةBrucolique وهو أسلوب بسيط.
- قصائد زراعية Georgique. وهو أسلوب متوسط.
- الإنياذة. وهو أسلوب سام.
ومن جملة اللغويين الذين اهتموا بالأسلوب: الجاحظ. الذي قرنه بالمعنى والمبنى في كتابه( البيان والتبيين)، وأبو هلال العسكري في( الصناعتين)، والجرجاني في ( دلائل الإعجاز)، وابن خلدون الذي أفرد له صفحتين في ( المقدمة) تحت عنوان( الأسلوب).وكذلك حازم القرطاجني الذي خصص فصلا خاصا بالأسلوب في كتابه( منهاج البلغاء وسراج الأدباء).
والأسلوب عبارة عن ميكانيزمات تمكن من تكون الجمل المقلوبة، وهي ظاهرة تتمثل في النصوص المنطوقة أو المكتوبة، أو هي الطبقة العليا للنص. كما انه دراسة طريقة التعبير عن الفكر من خلال اللغة.
والأسلوب محاولة لتفسير جانب من جوانب الظاهرة اللغوية. وهو أيضا طائفة من المعاني النحوية العامة أو معاني الجمل.
ويعتبر الجرجاني الأسلوب ضربا من النظم وطريقة فيه. فيعمد الشخص إلى الأسلوب، فيجيء في نظمه، أي انه في نظر الجرجاني الطريقة الخاصة في التعبير، وذلك مثل ما قال الفرزدق:
أترجو ربيع أن يجيء صغارها بخير وقد أعيا ربيعا كبارها
واحتذاء البعيث، فقال:
أترجو كليب أن يجيء حديثها بخير وقد أعيا كليبا قديمها
وليس ثمة فارق بين بيت الفرزدق والبعيث سوى أن الأخير قد استبدل كلمات بكلمات، وهذا الاستبدال وإن كان ينقل المعنى من هجاء ربيع إلى هجاء كليب لا يؤثر كثيرا في الأسلوب.
والأسلوب يعني- كما يرى أولريش ليو- الكلية المتكاملة الشاملة لكل السمات المتفرقة التي تتم بها كيفية التعبير.
ومن البديهي أن النوعية الخاصة لكيفية التعبير ترتبط بالمعبر عنه. فلا يمكن ان نفصل بين كيف نعبر وعما نعبر.
ويرى شارلز بالي بان الأسلوب هو دراسة قضايا التعبير الكلامي من زاوية محتواه الشعوري، أي من حيث انه تعبير عن قضايا الإحساس، وتبادل التأثير بين هذه الأخيرة والكلام.
والأسلوب قائم على نوع من المجاذبة.فهي تتصل من ناحية بعلم المعاني الزمنين ومن ناحية أخرى ترتكز على البحث عن تاريخ الكلمة التي تزود بمعلومات تاريخية مختلفة. فالكلمات تأخذ في النص معنى معينا يتصف بالتأثير، وذلك حسب رغبة الكاتب وأهوائه. وهي تتطور وتتغير تبعا للأجيال، وطبقا للصراعات والحاجات.
والأسلوب مجموع مركب من مكونات مترابطة ومتحققة بصورة عملية، وجمالية في سلسلة متصاعدة، ومعقدة. كما أنها تدخل كمصطلح في نطاق الأسلوبية la stylistique وتعني النظام والقواعد العامة ومنهجا للتحليل.
والأسلوبية توقفت في أوروبا، ولم يبق احد يتحدث عنها، وذلك بعد أن احدث رولان بارث في الخمسينيات الكسر الكبير حين اخرج كتابه( الدرجة الصفر في الكتابة)، واقترح مفهوم الكتابة بديلا إيجابيا لمفهوم الأسلوب.
ولدراسة أسلوب ما، لا بد من مراعاة ثلاثة أشياء:
- وسائل الإقناع.
- والأسلوب، أو اللغة المستعملة.
- ترتيب أجزاء القول.
والأسلوب يمدنا بثلاثة عناصر، هي:
1- العنصر اللغوي.
2- العنصر النفعي.
3- العنصر الجمالي والأدبي.